ويضاف إلى ذلك أنّ علم الغيب هو أحد ما يتحقق به المعجز ، فكما يكون المعجز بالفعل الخارق للعادة ، كذلك يكون بالأخبار الغيبي الخارق للعادة , ولأجل ذلك ترى عيسى بن مريم ( عليه السلام ) أحتج بهما معاً لنبوته ، فقال : * ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) * [1] . فالدليل الذي يثبت به كون الإمام ( عليه السلام ) قادراً على إقامة المعجز ، يثبت به كونه عالماً بالغيب . هذا كلّه في الاستدلال على إمكان نسبة علم الغيب إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأمّا الوقوع وكونهم عالمون بالغيب فعلاً ، فيشهد له ما ورد من إخبارهم بالغيب ، فقد أخبر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بمن يقتل من المسلمين ومن المشركين في