عز وجل : * ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ) * ما الزبور وما الذكر ؟ قال : « الذكر عند الله ، والزبور الذي انزل على داود ، وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم » [1] . ولنا لإثبات كون الإمام ( عليه السلام ) عالمٌ بالغيب دليلٌ آخر تقريره , أنّ زعامة الإمام ( عليه السلام ) على الأمة وخلافته عليها ليست على حد زعامة الملك على رعيته ، بل هي أوسع وأشمل بحدٍ يكون به على الإمام ( عليه السلام ) لزوم النظر والمراقبة لأحوال أمته ولحاظها في شؤونها وما يجري منها في سلوكها مع بعضها البعض في كل زمان ومكان ، بحيث لا يغيب عنه من أمورها شيء ، حتى يحقق بذلك الرعاية اللازمة عليه لأمته , وهذا يقضي بلزوم أن يكون للإمام ( عليه السلام ) ما يمكنه من ذلك ويجعله قادراً عليه , وليس ذلك إلاّ علم الغيب ، فيثبت بذلك أن الإمام ( عليه السلام ) في القيام بشؤون إمامته يلزم أن يكون عالماً بالغيب .
[1] الكافي ، محمد بن يعقوب الكليني ، ج 1 ، ص 225 - 226 ، ح 6 .