الرد على النقطة الثانية : الاستعانة بالأنبياء والأئمة ومناداة علي عليه السلام نبدأ بذكر الاستعانة التي ( هي النقطة الثانية ) كما ذكرنا آنفاً وإننا للإجابة وللتأكيد على ما ذكرناه . نقول : الاستعانة : طلب المعونة ، وهي تأتي على نحوين : الأول : أن يطلب معونة النبيّ ، أو الإمام بنحو تصدر منه بوجود مستقل منسوب إليه بالاستقلال ، وغير مقرونة بإرادة الله ، ولا إذنه ، ولا فيضه ، وقد ذكرنا آنفاً أن هذا النحو من الاستعانة مضافاً إلى أنّه مستلزم للشرك ، هو ممّا يستحيل حصول الإجابة فيه ، وتعلق الطلب به يعد تعلقاً بالمستحيل ؛ لعدم قدرة النبيّ ولا الإمام على تحقيق هذا النحو من الإعانة ، والعاقل لا يعلق طلبه بالمستحيل ، من أجل ذلك يكون اتهام المؤمن العاقل بكونه يطلب هذا النحو من الإعانة قول غير مقبول . والثاني : أن يطلب الإعانة بنحو تصدر من النبيّ ، أو الإمام على سبيل الإعجاز ، فيترتب على ذلك حصول المطلوب بقدرة الله وإرادته وإذنه وفيضه .