responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 41


ويسود هو المقياس الذي تتعادل في حسابه المصالح كلها . وتتوازن في مفاهيمه القيم الفردية والاجتماعية .
فكيف يتم التوفيق بين المقياسين وتوحيد الميزانين ، لتعود الطبيعة الانسانية في الفرد عاملا من عوامل الخير والسعادة للمجموع . بعد ان كانت مثار المأساة والنزعة التي تتفنن في الأنانية وأشكالها ؟
ان التوفيق والتوحيد يحصل بعملية يضمنها الدين للبشرية التائهة . وتتخذ العملية أسلوبين :
الأسلوب الأول :
هو تركيز التفسير الواقعي للحياة ، وإشاعة فهمها في لونها الصحيح ، كمقدمة تمهيدية إلى حياة أخروية ، يكسب الانسان فيها من السعادة على مقدار ما يسعى في حياته المحدودة هذه . في سبيل تحصيل رضا الله . فالمقياس الخلقي - أو رضا الله تعالى - يضمن المصلحة الشخصية ، في نفس الوقت الذي يحقق فيه أهدافه الاجتماعية الكبرى . فالدين يأخذ بيد الانسان إلى المشاركة في إقامة المجتمع السعيد والمحافظة على قضايا العدالة فيه . التي تحقق رضا الله تعالى . لأن ذلك يدخل في حساب ربحه الشخصي ، ما دام كل عمل ونشاط في هذا الميدان يعوض عنه بأعظم العوض وأجله .
فمسألة المجتمع هي مسألة الفرد أيضا ، في مفاهيم الدين عن الحياة وتفسيرها . ولا يمكن أن يحصل هذا الأسلوب من التوفيق في ظل فهم مادي للحياة . فان الفهم المادي للحياة يجعل الانسان بطبيعته لا ينظر الا إلى ميدانه الحاضر وحياته المحدودة ، على عكس التفسير الواقعي للحياة الذي يقدمه الاسلام ، فإنه يوسع من ميدان الانسان ، ويفرض عليه نظرة أعمق إلى مصالحه ومنافعه ، ويجعل من الخسارة العاجلة ربحا حقيقيا في هذه النظرة العميقة . ومن الأرباح العاجلة خسارة حقيقية في نهاية المطاف :
{ من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } .
{ ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب } .

41

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست