responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 326


عشر ، افتراضا منهم ان الملكة إذا كانت قوية أو ضعيفة عند شخص ، كانت قوية أو ضعيفة في كل شيء .
ومن الواضح ان هذه النظرية داخلة في النطاق التجريبي لعلم النفس ، فهي نظرية علمية ، لأنها تخضع للمقاييس العلمية ، فيمكن ان يجرب مدى تأثر الذاكرة بصورة عامة ، بالتدريب على استذكار مادة معينة ، ويتاح للعلم حينئذ ان يعطي كلمته في ضوء تجارب من هذا القبيل ، وتقدم حينذاك النتيجة العلمية للتجربة إلى فلسفة العلم السيكولوجي ، ليدرس مدلولها الفلسفي ، وما تعنيه من تعدد الملكات أو وحداتها . في ضوء القوانين الفلسفية .
والمثال الثاني :
نأخذه من صلب الموضوع الذي نعالجه ، وهو عملية الإدارك البصري ، فإنها من مواضيع البحث الرئيسية في الحقل العلمي والفلسفي على السواء .
ففي البحث العلمي ، يثور نقاش حاد حول تفسير عملية الادراك ، بين الارتباطين من ناحية ، وأنصار مدرسة الشكل والصيغة ( الجشطالت ) من ناحية أخرى . والارتباطيون هم الذين يعتبرون التجربة الحسية هي الأصل الوحيد للمعرفة . فكما يحلل علماء الكيمياء المركبات الكيميائية ، إلى عناصرها البدائية ، يحلل هؤلاء مختلف الخبرات العقلية ، إلى احساسات أولية ، ترتبط وتتركب بعمليات آلية ميكانيكية ، طبقا لقوانين التداعي . وفي هذه النظرية الارتباطية ناحيتان : الأولى ، ان مرد التركيب في الخبرات العقلية . إلى احساسات أولية ( معاني بسيطة أدركت بالحس ) . والثانية ، ان هذا التركيب يوجد بطريقة آلية ، وطبقا لقوانين التداعي . أما الناحية الأولى فقد درسناها في نظرية المعرفة عند الحديث عن المصدر الأساسي للتصور البشري ، والنظرية الحسية لجون لوك ، الذي يعتبر المؤسس الأول للمدرسة الارتباطية ، وانتهينا من دراستنا إلى ان بعض مفردات التصور والمعاني العقلية لا ترجع إلى الحس ، بل هي من النشاط الفعال الايجابي للنفس ، وأما الناحية الثانية : فهي التي قامت بمعالجتها مدرسة ( الجشطالت ) فرفضت الدراسة التحليلية للحالات الشعورية ، وردت على التفسير الارتباطي الآلي لعمليات الادراك ، مؤكدة على ضرورة دراسة كل واحدة من الخبرات ككل ، وان الكلية ليست

326

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست