responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 310


* المادة والبيولوجيا وخذ إليك بعد ذلك البيولوجيا ، وعلم الحياة . فإنك سوف تجد سرا آخر من الاسرار الإلهية الكبرى ، سر الحياة الغامض ، الذي يملأ الوجدان البشري اطمئنانا بالمفهوم الإلهي ، ورسوخا فيه . فقد انهارت في ضوء علم الحياة ، نظرية التولد الذاتي ، التي كانت تسود الذهنية المادية ، ويعتقد بها السطحيون والعوام بصورة عامة ، ويسوقون للاستشهاد عليها أمثلة عديدة ، من الحشرات التي تبدو - في زعمهم وكأنها تولدت ذاتيا ، تحت عوامل طبيعية معينة ، دون أن تتسلل من أحياء أخرى ، كالديدان التي تتكون في الأمعاء ، أو في قطعة من اللحم إذا عرضت للهواء مدة من الزمان ، ونحو ذلك من الأمثلة ، التي كانت توحي بها سذاجة التفكير المادي . ولكن التجارب العلمية القاطعة ، برهنت على بطلان نظرية التولد الذاتي ، وان الديدان لم تكن لتتولد الا بسبب جراثيم الحياة ، التي كانت تشتمل عليها قطعة اللحم . . .
وقد استأنفت المادية حملتها من جديد ، لتركيز نظرية التولد الذاتي ، حين صنع أول مجهر مركب ، على يد ( انطون فان لوينهوك ) ، فاكتشف به عالما جديدا من العضويات الصغيرة ، واستطاع هذا المجهر ، ان يبرهن على أن قطرة الماء من المطر ، لا توجد فيها جراثيم ، وانما تتولد هذه الجراثيم بعد نزولها إلى الأرض . فرفع الماديون أصواتهم وهللوا للنصر الجديد ، في ميدان الحيوانات الميكروبية ، بعد ان عجزوا عن اقصاء النطفة ، وتركيز نظرية التوالد الذاتي في الحيوانات المرئية بالعين المجردة . وهكذا تراجعوا إلى الميدان ، ولكن على مستوى اخفض ، واستمر الجدال حول تكون الحياة بين الماديين وغيرهم ، إلى القرن التاسع عشر ، حيث وضع ( لويس باستور ) حدا لذلك الصراع ، وأثبت بتجاربه العلمية ، ان الجراثيم والميكروبات التي تعيش في الماء ، كائنات عضوية مستقلة ، ترد إلى الماء من الخارج ثم تتوالد فيه .
ومرة أخرى ، حاول الماديون أن يتعلقوا بخيط من الامل الموهوم ، فتركوا ميادين فشلهم إلى ميدان جديد . هو ميدان التخمير ، حيث حاول بعضهم

310

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست