< فهرس الموضوعات > لماذا تحتاج الأشياء إلى علة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > أ - نظرية الوجود < / فهرس الموضوعات > * لماذا تحتاج الأشياء إلى علة ؟ نتناول الآن ناحية جديدة من مبدأ العلية ، وهي الإجابة عن السؤال التالي : لماذا تحتاج الأشياء إلى أسباب وعلل ، فلا توجد بدونها ؟ وما هو السبب الحقيقي الذي يجعلها متوقفة على تلك الأسباب والعلل ؟ وهذا سؤال نواجهه بطبيعة الحال بعد أن آمنا بمبدأ العلية ، فان الأشياء التي نعاصرها في هذا الكون ، ما دامت خاضعة بصورة عامة لمبدأ العلية ، وموجودة طبقا لقوانينها ، فيجب ان نتساءل عن سر خضوعها لهذا المبدأ ، فهل مرد هذا الخضوع إلى ناحية ذاتية في تلك الأشياء ، لا يمكنها أن تتحرر عنها مطلقا ؟ أو إلى سبب خارجي جعلها بحاجة إلى علل وأسباب ؟ وسواء أصح هذا أم ذاك ، فما هي حدود هذا السر الذي يرتكز عليه مبدأ العلية ؟ وهل يعم ألوان الوجود جميعا أو لا ؟ وقد حصلت هذه الأسئلة على أربع نظريات لمحاولة الإجابة عنها . أ - نظرية الوجود : وهي النظرية القائلة ان الموجود يحتاج إلى علة ، لأجل وجوده . وهذه الحاجة ذاتية للوجود ، فلا يمكن ان نتصور وجودا متحررا من هذه الحاجة ، لأن سبب الافتقار إلى العلة سر كامن في صميمه . ويترتب على ذلك ان كل وجود معلول . وقد أخذ بهذه النظرية بعض فلاسفة الماركسية ، مستندين في تبريرها علميا إلى التجارب ، التي دلت في مختلف ميادين الكون ، على ان الوجود بشتى ألوانه وأشكاله ، التي كشفت عنها التجربة ، لا يتجرد عن سببه ولا يستغني عن العلة . فالعلية ناموس عام للوجود ، بحكم التجارب العلمية . وافتراض وجود ليس له علة مناقض لهذا الناموس ، ولأجل ذلك كان ضربا من الاعتقاد بالصدفة . التي لا متسع لها في نظام الكون العام [1] . وقد حاولوا عن هذا الطريق ان يتهموا الفلسفة الإلهية ، بأنها تؤمن