responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 235


يتضح ان التناقض - الذي زعمته الماركسية في قضية ( إيفان رجل ) - يقوم على أساس تفسير خاطئ للقضية ، يعتبرها توحيدا بين فكرتين إحداهما عامة والأخرى خاصة ، لا بين واقعين موضوعيين .
ومرة أخرى نسأل عن هذا التناقض المزعوم ، في قضية ( إيفان رجل ) ، ما هي حصيلته ؟ وما هو الصراع الذي ينتج عن هذا التناقض ؟ وما هو التطور المنبثق عنه ؟ فان التناقضات الداخلية تشعل - في رأي الماركسية - الصراع ، وتعتبر وقودا للتطور ، فكيف تستطيع الماركسية ان تشرح لنا ، كيف تتطور قضية ( إيفان رجل ) ، وهل تعود بسبب تناقضاتها على شكل آخر ؟
ونخلص من دراستنا للتناقضات الديالكتيكية المزعومة ، إلى نتيجة وهي ان كل ما عرضته الماركسية من تناقضات ، في الحقل الفلسفي أو العلمي ، أو المجالات الاعتيادية العامة ، ليست من التناقض ، الذي يرفضه المبدأ الأساسي للمنطق الميتافيزيقي , ولا يمكن ان تعتبر دليلا على تفنيد هذا المبدأ . بل لا تعدو ان تكون كمعارضات ( أوبوليدس ) الملطي قبل الفي سنة ، لمبدأ عدم التناقض . فقد كان يرد على هذا المبدأ قائلا : إذا تقدم أبوك إليك ، وكان مقنعا فإنك لا تعرفه . اذن أنت تعرف أباك ، ولا تعرفه في آن واحد . ومن البدهي ان هذه الألوان من المعارضة الساذجة ، لا يمكن ان تحطم الضروري العام ، في التفكر البشري ، مبدأ عدم التناقض .
والحقيقة التي تبيناها في عدة من أمثلة التناقض الديالكتي . هي الصراع والتفاعل بين الأضداد الخارجية ، وقد عرفنا فيما سبق ان هذا اللون من التفاعل بين الأضداد ، ليس من مميزات الديالكتيك ، بل هو من مقررات الميتافيزيقية ، كما عرفناها في نصوص أرسطو .
ولو أردنا أن نقطع النظر ، عن أخطاء الماركسية في فهم التناقض ، وفشلها في محاولات الاستدلال ، على قانون الديالكتيك ، فسوف نجد مع ذلك . أن التناقض الديالكتي ، لا يقدم لنا تفسيرا مقبولا للعالم ، ولا يمكن فيه التعليل الصحيح ، كما سوف نتبين ذلك في الجزء الرابع من هذه المسألة ( المادة والله ) .
ومن الطريف ان نشير إلى مثل للتناقض قدمه أحد الكتاب المحدثين [1]



[1] محمد عبد الرحمن مرحبا ، المسألة الفلسفية ص 103 .

235

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست