، تفسر بها حركة الأرض حول الشمس ، وسائر الحركات الأخرى ، كما يفسر بها انحراف الأشعة النووية ؟ ان الشيء الوحيد المعقول ، هو أن دقة التجارب أو تضافرها ، أدى إلى ظهور خطأ النظرية السابقة ، وعدم تمثل الحقيقة فيها . والتدليل على تمثل الحقيقة في تفسر آخر جديد [1] . وهكذا يتضح في النهاية ما أكدنا عليه ، من أن التطور العلمي لا يعني ان الحقيقة تنمو وتتدرج ، وانما معناه تكامل العلم ، باعتباره كلا ، أي باعتباره مجموعة نظريات وقوانين . ومعنى تكامله كذلك زيادة حقائقه وقلة أخطائه كميا . وأخيرا نريد ان نعرف ماذا تستهدف الماركسية من تطور الحقيقة ؟ ان الماركسية ترمي من وراء القول بتطور الحقيقة ، وتطبيق الديالكتيك عليها إلى أمرين : أولا : نفي الحقيقة المطلقة . لأن الحقيقة إذا كانت في حركة ونمو دائمين ، فلا توجد حقائق ثابتة باشكال مطلقة ، وبالتالي تتهدم الحقائق الثابتة الميتافيزيقية التي تدين بها الإلهية . ثانيا : نفي الخطأ المطلق في سير التطور العلمي . فالتطور العلمي في عرف الديالكتيك لا يعني ان النظرية السابقة خطأ بصورة مطلقة ، بل هي حقيقة نسبية . أي انها حقيقة في مرحلة خاصة من التطور والنمو . وبهذا وضعت الماركسية ضمانات الحقيقة في مختلف أدوار التكامل العلمي . وينهار كلا هذين الامرين ، على ضوء التفسير الصحيح المعقول للتطور العلمي ، بالمعنى الذي شرحناه . فهو بموجب هذا التفسير ليس نموا لحقيقة
[1] قارن ما ذكرناه ، بالتفسير الماركسي للتحول في علم الميكانيك ، الذي قدمه الدكتور ( تقي آرني ) ، في كتابه ( ماتريالسيم ديالكتيك ) ص 23 . إذ أقامه على أساس وجود الحقيقة في ميكانيك ( نيوتن ) ، والميكانيك النسبي معا ، وتطورها فيهما طبقا للديالكتيك .