responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 211


ويكتفي بما كونه من المفهوم العلمي عنه في تلك المرحلة المعينة .
فنحن اذن نؤمن بتطور الطبيعة ، ونرى من الضروري دراستها في كل دور من أدوار نموها وحركتها ، وتكوين مفهوم عنه . وليس هذا من مختصات الديالكتيك . وانما الذي يرفضه التفكير الميتافيزيقي . هو وجود حركة ديناميكية طبيعية في كل مفهوم ذهني . فالميتافيزيقية تطالب بالتمييز بين البويض . ومفهومنا العلمي عنه . فالبويض يتطور وينمو طبيعيا ، فيغدو نطفة ثم جنينا وأما مفهومنا الذهني عنه ، فهو مفهوم ثابت ، لا يمكن ان ينمو ويصير نطفة في حال من الأحوال وانما يجب لأجل معرفة ما هي النطفة ، ان نكون مفهوما آخر على ضوء مراقبة البويض في مرحلة جديدة . فمثل التفكير في ذلك كمثل الشريط السينمائي ، الذي يلتقط عددا من الصور المتلاحقة . فليست الصورة الأولى في الشريط هي التي تتطور وتتحرك ، وانما التتابع بين الصور هو الذي يشكل الشريط السينمائي .
وعلى هذا فالادراك البشري لا يعكس الواقع ، الا كما يعكس الشريط ألوان الحركة والنشاط ، التي يحفل بها الفيلم السينمائي . فالادراك لا يتطور ولا ينمو ديالكتيكيا تبعا للواقع المنعكس ، وانما يجب تكون ادراك ثابت في كل مرحلة من مراحل الواقع .
ولنأخذ مثالا آخر من عنصر ( اليورانيوم ) ، الذي يشع بأشعة ( ألفا ) و ( بيتا ) و ( جاما ) ويتحول بالتدريج إلى عنصر آخر ، أخف منه في وزنه الذري ، وهو عنصر ( الراديوم ) ، الذي يتحول بدوره وبالتدريج إلى عنصر أخف منه ، ويمر في أدوار حتى ينتهي إلى الرصاص . فهذا واقع موضوعي يشرحه العلم ، ونكون على ضوئه مفهومنا الخاص عنه ، فماذا تعني الماركسية بتطور المفهوم الذهني أو الحقيقة ديالكتيكيا طبقا لتطور الواقع ؟ فان كانت تعني بذلك أن نفس مفهومنا العلمي عن ( اليورانيوم ) ، يتطور تطورا ديالكتيكيا وطبيعيا ، تبعا لتطور اليورانيوم نفسه ، فيشع أشعته الخاصة ، ويتحول في نهاية المطاف إلى رصاص . فهذا أقرب إلى حديث الظرف والفكاهة ، منه إلى الحديث الفلسفي المعقول .
وان أرادت الماركسية ، ان الانسان يجب أن لا

211

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست