responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 150


يمكن ان تكون المادة مخلوقة للوعي البشري ، الذي هو متأخر بدوره عن وجود كائنات عضوية حية ذات جهاز عصبي ممركز ، فكأنه افترض مقدما ان المثالية تسلم بوجود المادة العضوية ، فشاد على ذلك استدلاله ، ولكن هذا الافتراض لا مبرر له ، لأن المادة بمختلف ألوانها وأقسامها - من العضوية وغيرها - ليست في المفهوم المثالي الا صورا ذهنية ، نخلقها في إدراكاتنا وتصوراتنا . فالاستدلال الذي يقدمه لنا ( روجيه ) ينطوي على مصادرة ، وينطلق من نقطة لا تعترف بها المثالية .
ب - قال لينين :
( ( إذا أردنا طرح المسألة من وجهة النظر التي هي وحدها صحيحة - يعني من وجهة النظر الديالكتيكية المادية - ينبغي أن نتساءل هل الكهارب والأثير . . . الخ موجوده خارج الذهن البشري ، وهل لها حقيقة موضوعية أم لا ؟ عن هذا السؤال ينبغي ان يجيب علماء التاريخ الطبيعي . وهم يجيبون دائما ودون تردد بالايجاب ، نظرا لأنهم لا يترددون بالتسليم بوجود الطبيعة وجودا أسبق من وجود الانسان ، وجود المادة العضوية ) ) [1] .
ونلاحظ في هذا النص نفس المصادر التي استعملها ( روجيه ) ، مع التشدق بالعلم واعتباره الفاصل النهائي في المسألة . فما دام علم التاريخ الطبيعي قد أثبت وجود العالم قبل ظهور الشعور والادراك ، فما على المثاليين الا ان يركعوا امام الحقائق العلمية ويأخذوا بها . ولكن علم التاريخ الطبيعي ما هو الا لون من ألوان الادراك البشري . والمثالية تنفي الواقع الموضوعي لكل ادراك مهما كان لونه ، فليس العلم في مفهومها الا فكرا ذاتيا خالصا ، أفليس العلم حصيلة التجارب المتنوعة ؟ أو ليست هذه التجارب والاحساسات التجريبية هي موضع النقاش ، الدائرة حول ما إذا كانت تملك واقعا موضوعيا أو لا ؟ فكيف يكون للعلم كلمته الفاصلة في الموضوع ؟



[1] ما هي المادة ص 21 .

150

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست