responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 114


وكان الخطأ محتملا في كل مجال . ولكن الذي يقضي على هذا الشك هو المذهب العقلي - الذي درسناه في الجزء الأول من نظرية المعرفة ( المصدر الأساسي للمعرفة ) - فهو يقرر وجود معارف ضرورية مضمونة الصحة لا يقع فيها الخطأ مطلقا ، وانما يقع أحيانا في طريقة الاستنتاج منها . وعلى هذا تنقسم المعارف البشرية - كما سبق في تلك الدراسة - إلى معارف ضرورية مضمونة تتشكل منها القاعدة الرئيسية للتفكير ، ومعارف ثانوية تستنتج من تلك القاعدة وهي التي قد يقع فيها الخطأ .
فنحن اذن مهما شككنا ، لا نستطيع أن نشك في تلك القاعدة لأنها مضمونة الصدق بصورة ضرورية .
ونريد أن نتبين الآن ما إذا كان في وسع الفيلسوف المثالي باركلي أن ينكر تلك القاعدة المضمونة ، ولا يقر بوجود معارف ضرورية فوق الخطأ والاشتباه أولا ؟
ولا شك في أن الجواب هو النفي ، فإنه مضطر إلى الاعتراف بوجود معارف مضمونة الصدق ما دام قد حاول الاستدلال على مثاليته بالأدلة السابقة ، فان الانسان لا يمكنه أن يستدل على شيء ما لم يركز استدلاله على أصول وقواعد مضمونة الصدق عنده ، ونحن إذا لاحظنا أدلة باركلي وجدناه مضطرا إلى الاعتراف :
أولا : بمبدأ عدم التناقض الذي ارتكز عليه الدليل الأول ، فان التناقض إذا كان ممكنا ، فلا يصح أن يستنتج من تناقض الإحساسات عدم موضوعيتها .
وثانيا : بمبدأ العلية والضرورة ، فهو لو لم يكن يعترف بهذا المبدأ لكان استدلاله عبثا ، لأن الانسان انما يقيم دليلا على رأيه لايمانه بأن الدليل علة ضرورية للعلم بصحة ذلك الرأي . فإذا لم يكن يعتقد بمبدأ العلية والضرورة جاز ان يكون الدليل صحيحا ، ومع ذلك لا يثبت به الرأي المطلوب .
وإذا ثبت وجود معارف مضمونة الصدق في التفكير البشري ، فلا شك في

114

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست