responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 177


والثانية : المحتوى ، فإن التحيات الأخرى تساوي قولك : أتمنى أن يكون الوقت الذي يمر عليك سعيدا وخيرا . والتحية الإسلامية تساوي قولك :
الأمان والطمأنينة من الله عليك .
وفارق كبير بين أن تحيي من تلاقيه بأمنياتك له بالخير والسعادة وبين أن تكون مخولا من الله عز وجل بتحيته بالأمن والطمأنينة . إن هذا العنصر في التحية الإسلامية يلفت الذهن حقا . فهي ليست تحية من عند الإنسان بل ( من عند الله مباركة طيبة ) وكلنا عز وجل أن ننشئها عنه على أنفسنا كلما التقينا ، بل وخولنا إفشاءها على كل المسلمين .
أن المخلوق لا يملك الخير والأمن والطمأنينة حتى يقدمها للآخرين .
ولكنها الرحمة الإلهية ترتفع بالإنسان إلى مستوى أن يحيي نفسه وإخوانه بالسلام نيابة عمن يملك الأمن والسلام عز وجل ويزداد معطى هذه التحية البليغة حينما تجدها في الصلاة وقد جعلها الإسلام وتلاوة الختام :
عن النبي صلى الله عليه وآله قال " افتتاح الصلاة الوضوء ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها السلام " الوسائل ج 4 ص 1003 .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام وقد سأله رجل : ما معنى قول الإمام في ختام الصلاة ( السلام عليكم ) فقال " إن الإمام يترجم عن الله عز وجل ويقول في ترجمته لأهل الجماعة : أمان من عذاب الله يوم القيامة " الوسائل ج 4 ص 1005 .
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال " إنما جعل التسليم تحليل الصلاة ولم يجعل بدله تسبيحا وتكبيرا أو ضربا آخر ، لأنه لما كان الدخول في الصلاة تحريم الكلام مع المخلوقين والتوجه إلى الخالق . كان تحليلها والانتقال عنها كلام للمخلوقين وابتداء المخلوقين أولا بالسلام " الوسائل ج 4 ص 1005 .
فلئن كانت التحية الإسلامية في كل الحالات تحية من عند الله مباركة

177

نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست