responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 108


وتتنوع الموجات يحدث أن يمتلئ الجهاز بالموجات الطولية والعرضية السالبة والموجبة المتواردة عليه .
يخرج أحدنا إلى عمله فيسعده التوفيق بصديق حميم طالما اشتاق إلى رؤيته فيعتنقان بدموع الفرح وذكريات الأخوة ، فتمتلئ نفسه حبا للحياة ومعانيها وأشيائها . حتى إذا زحمه العمل وأزعجه أحد الأشياء أو الناس امتلأت نفسه نفرة من الناس وغيظا . ثم إذا تسلم مرتبه الشهري عاد الرضا إلى نفسه .
فإذا رجع إلى منزله ووجد طفلته قد فجأها المرض عادت الحياة سوداء في عينيه ، فإذا غادرتها الحمى في وقت لاحق من الليل وارتاحت إلى نوم رفيق ، عادت نفسه مزيجا من الرضا والغضب والألم والراحة ! .
في يوم واحد تتوارد على نفس أحدنا ألوان الشر والخير . فما بالك بحياتنا الطويلة ، وهي مسيرة بين الأشواك والزهور في سهل الدرب وحزنه ونسيم عليل وسموم لافح . نعماء وضراء ومسرات وآلام .
يبدو أن الهلع في الشخصية أمر لا مفر منه ما دام ينبع من إرهاف أنفسنا واختلاف المؤثرات في حياتنا . لكن الإسلام يرى أن باستطاعة الإنسان أن يتخلص من الهلع ، بل ويرى في الهلع تناقضا في الشخصية وتمزقا ضارا . .
فأن تعيش في الحياة وتمارس خيرها وشرها ، لا يمنع أن تكون نفسك ثابتة النظرة موحدة المشاعر متعالية على ما ينتابها من المؤثرات .
ومفتاح ذلك في رأي الإسلام أن تعرف المفهوم الواقعي للخير والشر : إن ما تراه يملأ حياة الناس من ( خير وشر ) ليس هو بالحقيقة خيرا ولا شرا . فلا الفقر ولا المرض ولا الآلام والنكبات والموت وبشر ولا خير . ولا الغنى والرفاه ولا الجاه العريض والقوة الواسعة بخير ولا شر . إنها جميعا عناصر أولية وعجائن بيديك تجعلها خيرا أو شرا . يقول الله تعالى : ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول : ربي أكرمن . وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول : ربي أهانن . كلا ) 15 - 17 الفجر .
كلا . فلا هو التكريم والخير في النعماء ، ولا هي الإهانة والشر في الضراء . إنما هما صحيفتان مقدمتان لك تملأ كلا منهما بما شئت . فقد

108

نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست