قد أخبرنى ولم يكذبنى قط أن اللَّه سلط على صحيفتكم التى كتبتم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقى فيها كل ما ذكر به اللَّه ، فان كان ابن أخى صادقا نزعتم عن سوء رأيكم ، وان كان كاذبا دفعته اليكم فقتلتموه أو استحييتموه ان شئتم ، قالوا : قد انصفتنا ، فارسلوا الى الصحيفة فلما أتى بها قال ابو طالب : اقرؤوها فلما فتحوها إذا هى كما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم قد أكلت كلها إلا ما كان من ذكر اللَّه فيها قال فسقط فى أيدى القوم ثم نكسوا على رؤوسهم ، فقال أبو طالب : هل تبين لكم انكم أولى بالظلم والقطيعة والاساءة ؟ فلم يراجعه أحد من القوم وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببنى هاشم ، فمكثوا غير كثير ورجع أبو طالب الى الشعب وهو يقول : يا معشر قريش علام نحصر ونحبس وقد بان الأمر ؟ ثم دخل هو وأصحابه بين استار الكعبة ، فقال : أللهم انصرنا ممن ظلمنا ، وقطع أرحامنا ، واستحل منا ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا . ( تاريخ بغداد ج 3 ص 167 ) روى بسنده عن زيد بن أرقم ، قال : أتى النبى صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم ، أعرابى وهو شاد عليه ردنه أو عباءه فقال أيكم محمد ؟ فقالوا : صاحب الوجه الأزهر ، فقال إن يكن نبيا فما معى ؟ قال إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة ؟ وقال ابو العلاء فهل أنت مؤمن ؟ قال نعم ، قال : إنك مررت بوادى آل فلان - أو قال شعب آل فلان - وإنك بصرت فيه بوكر حمامة فيه فرخان لها ، وإنك أخذت الفرخين من وكرها وإن الحمامة أتت الى وكرها فلم تر فرخيها فصفقت فى البادية فلم تر غيرك فرفرفت عليك ففتحت لها ردنك - أو قال عباءك - فانقضت فيه فها هى ناشرة جناحيها مقبلة على فرخيها ففتح الأعرابى ردنه - أو قال عباءه - فكان كما قاله النبى