اليه فلما رأيناه سمعنا صوتا ظننا انه ما بقى بتهامة جبل إلا تفتت علينا فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع الى أهله ، ثم تواعدنا ليلة اخرى فلما جاء نهضنا اليه فرأيت الصفا والمروة التقتا أحداهما بالاخرى فحالتا بيننا وبينه ، فواللَّه ما نفعنا ذلك . ( كنز العمال ج 6 ص 278 ) قال : عن عمر أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم كان فى محفل من أصحابه إذ جاءه اعرابى من بنى سليم قد صاد ضبا وجعله فى كمه ليذهب به الى رحله فيشويه ويأكله ، فلما رأى الجماعة قال : ما هذا ؟ قالوا هذا الذى يذكر انه نبى فجاء حتى شق الناس ، فقال : واللات والعزى ما اشتملت النساء على ذى لهجة أبغض الىّ منك ولا أمقت ولو لا أن تسمينى قومى عجولا لعجلت اليك فقتلتك فسررت بقتلك الأحمر والأسود والأبيض وغيرهم ، فقلت يا رسول اللَّه دعنى فاقوم فاقتله ، فقال يا عمر أما علمت ان الحليم كاد أن يكون نبيا ؟ ثم أقبل على الاعرابى فقال : ما حملك على أن قلت ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسى ؟ قال : وتكلمنى أيضا - استخفافا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم - واللات والعزى لا أومن بك أو يؤمن بك هذا الضب ، فاخرج الضب من كمه وطرحه بين يدى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم ، وقال : ان آمن بك هذا الضب آمنت بك ، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم : يا ضب فاجابه الضب - بلسان عربى مبين يسمعه القوم جميعا - لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة ، قال : من تعبد يا ضب ؟ قال : الذى فى السماء عرشه وفى الأرض سلطانه ، وفى البحر سبيله ، وفى الجنة رحمته ، وفى النار عذابه قال : فمن أنا يا ضب ؟ قال : أنت رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، وقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذلك ، قال الأعرابى : لا أتبع أثرا بعد