واللَّه فى عز ما كان ، واعلاه امرا ، فسكت أبان ولم يسبه ، ثم صنع طعاما وأرسل الى سراة بنى امية ، فقال لهم : انى كنت بقرية فرأيت بها راهبا يقال له بكاء لم ينزل الى الأرض أربعين سنة فنزل يوما واجتمعوا ينظرون اليه فجئت فقلت لهم : ان لى حاجة فخلا بى ، فقلت : انى من قريش وان رجلا منا خرج يزعم أن اللَّه أرسله ، قال : ما اسمه قلت محمد ، قال : منذكم خرج ؟ قلت : منذ عشرين سنة ، قال : ألا أصفه لك ؟ قلت : بلى ، قال : فوصفه فما أخطأ من صفته شيئا ، ثم قال لى : هو واللَّه نبى هذه الامة ، واللَّه ليظهرن ثم دخل صومعته ، وقال لى : اقرأ عليه السلام ، قال : وكان ذلك فى زمن الحديبية . ( الهيثمى فى مجمعه ج 8 ص 231 ) قال : وعن ابى سفيان بن حرب ان امية بن ابى الصلت كان معه بغزة - أو قال بايلياء - فلما قفلنا قال : يا أبا سفيان ، وساق الحديث ( الى أن قال ) قال : انى كنت أجد فى كتبى نبيا يبعث من حرمنا فكنت أظن ، بل كنت لا أشك انى هو ، فلما دارست أهل العلم اذا هو من بنى عبد مناف ، فنظرت فى بنى عبد مناف فلم أجد أحدا أصلح لهذا الامر غير عتبة بن ربيعة ، فلما أخبرنى بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الاربعين ولم يوح اليه ، قال ابو سفيان : فضرب الدهر ضرباته وأوحى الى رسول اللَّه فخرجت فى ركب من قريش أريد اليمن فى تجارة فمررت بامية بن ابى الصلت فقلت له كالمستهزئ به : يا أمية خرج النبى الذى كنت تنتظره ، قال : أما انه حق فاتبعه ، قلت ما يمنعك من اتباعه ؟ قال : الاستحياء من نسيات ثقيف ، إنى كنت أحدثهم أنى هو ثم يرونى تابعا لغلام من بنى عبد مناف ، ثم قال امية : كأنى بك يا أبا سفيان ان خالفته قد ربطت كما يربط الجدى حتى يؤتى بك اليه فيحكم فيك ما يريد ( قال ) رواه الطبرانى .