نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 1 صفحه : 330
الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار . مستجيب الدعاء ، ومجزل العطاء محصي الأنفاس ورب الجنة والناس ، لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه إلحاح الملحين ، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين ، ومولى [1] العالمين ، الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء ، وأؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله ، أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته ، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره ، أقر له على نفسي بالعبودية ، وأشهد له بالربوبية ، وأؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته . لا إله إلا هو ، لأنه قد أعلمني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته ، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة ، وهو الله الكافي الكريم فأوحى لي بسم الله الرحمن الرحيم * ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * . معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله [2] ، وأنا مبين لكم سبب [3] هذه الآية إن جبرائيل هبط إلي ثلاثا [4] يأمرني عن السلام ربي - وهو السلام - أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي ، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وهو وليكم بعد الله ورسوله ، وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه : * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * [5] وعلي بن أبي طالب أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال ، وسألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم : * ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) * [6] وكثرة أذاهم لي غير مرة [7] حتى سموني أذنا ، وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه ، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك [8] : * ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن ) * على الذين يعزمون أنه
[1] في الاحتجاج والبحار : ومولى المؤمنين ورب العالمين . [2] في الاحتجاج والبحار : ما أنزله إلي . [3] في الاحتجاج والبحار : سبب النزول . [4] في الاحتجاج والبحار : هبط إلى مرارا ثلاثا . [5] المائدة : 55 . [6] الفتح : 11 . [7] في الاحتجاج : في غير مرة . [8] في الاحتجاج : في ذلك قرآنا .
330
نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 1 صفحه : 330