نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 1 صفحه : 256
ثم قال : يا بلال هلم سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها ولجامها ، ومنطقتي التي أشدها على درعي ، فجاء بلال بهذه الأشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا علي قم فاقبض . قال : فقمت وقام العباس فجلس مكاني ، فقمت فقبضت ذلك فقال : انطلق به إلى منزلك ، فانطلقت به ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي فقال : هاك يا علي هذا لك في الدنيا والآخرة ، والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين فقال : يا بني هاشم ، يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا ، ولا تحسدوه فتكفروا ، يا عباس قم من مكان علي فقال : تقيم الشيخ وتجلس الغلام ، فأعادها عليه ثلاث مرات ، فقام العباس فنهض مغضبا وجلست مكاني ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا عباس يا عم رسول الله لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار ، فرجع فجلس " [1] . وروى هذا الحديث الشيخ مرة أخرى هكذا في مجالسه : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس القرشي قال : حدثنا أيوب بن نوح ابن دراج قال : حدثنا محمد ابن سعيد بن زائدة ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن محمد بن علي ، وعن زيد بن علي كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب [2] قال : " لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري والبيت مملوء من أصحابه من المهاجرين والأنصار ، والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه ، فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يغمى عليه ساعة ويفيق أخرى [3] ثم وجد خفة ، فأقبل على العباس فقال : يا عباس يا عم النبي إقبل وصيتي في أهلي وفي أزواجي ، واقض ديني ، وأنجز عداتي وأبرئ ذمتي ، فقال العباس : يا نبي الله أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود ، وأنت أجود من السحاب الهاطل والريح المرسلة ، فلو صرفت ذلك عني إلى من أطوق له مني . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ، ومن لا يقول مثل ما تقول ، يا علي هاكها خالصة لا يحاقك فيها أحد ، يا علي إقبل وصيتي وأنجز مواعيدي ، وأد ديني ، يا علي أخلفني في أهلي ، وبلغ عني من بعدي . قال علي ( عليه السلام ) : فلما نعي إلي نفسه رجف فؤادي ، وألقى علي لقوله البكاء ، فلم أقدر أن أجيبه بشئ ، ثم عاد لقوله فقال : يا علي أو تقبل وصيتي ؟ قال : فقلت وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين : نعم يا رسول الله . فقال ( صلى الله عليه وآله ) يا بلال
[1] أمالي الطوسي : 2 / 185 - 186 . [2] في المصدر : الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب . [3] في المصدر : ويفيق ساعة .
256
نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 1 صفحه : 256