responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 1  صفحه : 210


بيدي * استكبرت أم كنت من العالين ) * [1] وبعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة ! فما عندك في هذا يا بن رسول الله ؟ - وكان متكأ فاستوى جالسا - فقال : " اللهم عفوك عفوك " ثم قال :
" يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك ، ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته ، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين ، فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه ، وقوله : * ( خلقت بيدي استكبرت ) * فاليد القدرة كقوله :
* ( وأيدكم بنصره ) * [2] فمن زعم أن الله في شئ ، أو على شئ ، أو يحول من شئ إلى شئ ، أو يخلو منه شئ أو يشتغل [3] به شئ فقد وصفه بصفة المخلوقين ، والله خالق كل شئ ، لا يقاس بالمقياس [4] ، ولا يشبه بالناس ، ولا يخلو منه مكان [5] قريب في بعده ، بعيد في قربه ، ذلك الله ربنا لا إله غيره ، فمن أراد الله وأحبه بهذه الصفة فهو من الموحدين ، ومن أحبه بغير هذه الصفة فالله منه برئ ونحن منه براء .
ثم قال ( عليه السلام ) : إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثته القلوب استضاء به وأسرع إليه [6] اللطف ، فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوائد ، فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة ، فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة ، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة [7] فإذا عمل بها في الأطباق السبعة [8] فإذا بلغ هذه المنزلة يتقلب في لطف [9] وحكمة وبيان ، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه ، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى ، فعاين ربه في قلبه ، وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء . وورث العلم بغير ما ورث العلماء ، وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون ، إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت وإن العلماء ورثوا العلم بالطلب ، وإن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة ، فمن أخذ بهذه السيرة إما أن يسفل وإما أن يرفع ، وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع ، فإذا لم يرع حق الله ، ولم يعمل بما أمر به فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته ، ولم يحبه حق محبته ، فلا يغرنك صلاتهم وصيامهم ، ورواياتهم وعلومهم ، فإنهم حمر مستنفرة .



[1] ص : 75 .
[2] الأنفال : 26 .
[3] في البحار : يشغل .
[4] في البحار : لا يقاس بالقياس .
[5] في البحار والإنصاف : ولا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان .
[6] في البحار : ورثه القلب واستضاء به أسرع إليه .
[7] في الإنصاف والبحار : عمل في القدرة .
[8] في البحار : فإذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة ، وفي الإنصاف : عمل في الأطباق السبعة .
[9] في البحار : صار يتقلب في فكره بلطف .

210

نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست