نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 1 صفحه : 208
كنت عند الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن أعين ، فقال له معاوية بن وهب : يا بن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رأى ربه ، على أي صورة رآه ؟ وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة ؟ على أي صورة يرونه ؟ فتبسم ( عليه السلام ) ثم قال : " يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمة الله [1] . ثم لا يعرف الله حق معرفته ! " . ثم قال ( عليه السلام ) : " يا معاوية إن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) لم ير الرب تبارك وتعالى بمشاهدة العيان ، وإن الرؤية على وجهين رؤية القلب ورؤية البصر ، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب ، ومن عنى برؤية البصر فقد كفر وكذب بالله وآياته ، لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من شبه الله بخلقه فقد كفر . ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي قال : سئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقيل [2] : يا أخا رسول الله هل رأيت ربك ؟ فقال : كيف أعبد من لم أره ، لم تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان " [3] . وإذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر فإن كل من جاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق ، ولا بد للمخلوق من خالق ، فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا ، ويلهم [4] ألم يسمعوا قول الله تعالى : * ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) * [5] وقوله لموسى : * ( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) * وإنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكدكت الأرض وضعضعت الجبال * ( وخر موسى صعقا ) * أي ميتا ، فلما أفاق ورد عليه روحه قال : * ( سبحانك تبت إليك ) * من قول من زعم أنك ترى ورجعت إلى معرفتي بك أن الأبصار لا تدركك * ( وأنا أول المؤمنين ) * [6] وأول المقرين بأنك ترى ولا ترى وأنت بالمنظر الأعلى . ثم قال ( عليه السلام ) : " إن أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان معرفة الرب والإقرار له بالعبودية ، وحد المعرفة [7] أن يعرف أن لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ، وأن يعرف إنه قديم مثبت ، موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه له ولا نظير له ولا مثيل ، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، وبعده
[1] في الإنصاف : ويأكل من نعمه . [2] في الإنصاف والبحار : فقيل له . [3] راجع لفظ الحديث في أصول الكافي : 1 / 95 ، التوحيد ص 109 و 309 ، البحار : 4 / 27 و 304 . [4] في الإنصاف : ويل لهم ، وفي البحار : ويلهم أو لم يسمعوا . [5] الأنعام 3 / 103 . [6] الأعراف : 143 . [7] في الإنصاف : أن يقر .
208
نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 1 صفحه : 208