وقال الأديب عبد الباقي العمري مخاطبا إمامنا ( عليه السلام ) : أنت العلي الذي فوق العلا رفعا * ببطن مكة وسط البيت قد وضعا [1] وقالت الدكتورة سعاد ماهر محمد : والإمام غني عن الترجمة والتعريف ، وحسبنا أنه ولد داخل الكعبة ، وربي في منزل الوحي ، وتتلمذ القرآن الكريم ، واستوحاه فأوتي الحكمة وفصل الخطاب [2] . إمامنا ( عليه السلام ) نشأ في بيت الوحي والرسالة ، وتربى على يدي صاحب الدعوة الإسلامية ، وإمامكم نشأ في بيت الشرك والوثنية ، وتربى في أحضان عبدة الأصنام من أبناء الجاهلية ذكر أحمد بن يحيى البلاذري ، وعلي بن الحسين الأصفهاني : إن قريشا أصابتها أزمة قحط ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعميه حمزة والعباس : ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل ؟ فجاؤوا إليه ، وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم ، فقال : دعوا لي عقيلا ، وخذوا من شئتم ، وكان شديد الحب لعقيل . فأخذ العباس طالبا ، وأخذ حمزة جعفرا وأخذ محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عليا ، وقال لهم : قد اخترت من اختاره الله لي عليكم عليا [3] . قالوا : فكان علي ( عليه السلام ) في حجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منذ كان عمره ست سنين ، وكان ما يسدي إليه صلوات الله عليه من إحسانه وشفقته وبره وحسن تربيته كالمكافأة والمعاوضة لصنيع أبي طالب به ، حيث مات عبد المطلب وجعله في حجره ، وهذا
[1] الترياق الفاروقي ص 97 ط مصر . [2] مشهد الإمام علي في النجف ص 6 ط مصر . [3] الرضوي : ونحن الشيعة الإمامية قد اخترنا من اختاره الله لنبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا ( عليه السلام ) فارتضيناه لنا إماما بعد نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، نسئل الله تعالى أن يميتنا على ولايته وعلى البراءة من أعداءه ، ويحشرنا معه ( يوم يدعى كل أناس بإمامهم ) .