( اتبع ما أوحي إليك من ربك ) [1] هذا محال . قال السيوطي : حديث النبي لا يورث ، حديث ضعيف [2] الرضوي : بل هو كذب صريح لمخالفته كتاب الله الذي أثبت الإرث بين الآباء والأبناء ، الأنبياء منهم وغير الأنبياء . قال الأستاذ عباس محمود العقاد : لا مراء إن الزهراء أجل من أن تطلب ما ليس لها بحق [3] . الرضوي : وذلك لأنها من أهل البيت النبوي الذين أثبت الله تعالى طهارتهم من الأرجاس الظاهرية والباطنية ، الحسية والمعنوية بقوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [4] ولا مانع له تعالى من تحقق إرادته . فبما تقدم ذكره ثبت كذبه على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيما نسبه إليه من قول ( لا نورث ) وقد اعترف السيوطي وهو من أولياء أبي بكر وأتباعه أيضا بضعف ذلك الحديث المكذوب على الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما مر . هذا وقد روى البخاري عن المغيرة قال سمعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار [5] . قال الأستاذ أحمد حسن الباقوري : أمر بمعنى الخبر ، والمعنى في الحديث الشريف : إن من كذب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فإنه ينزل منزلا من النار يوم القيامة [6] . وقال ابن حجر العسقلاني : اتفق العلماء على تغليظ الكذب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأنه من الكبائر ، حتى بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فحكم بكفر من وقع منه ذلك ، وكلام القاضي أبو بكر بن العربي يميل إليه [7] .
[1] سورة الأنعام آية 106 . [2] الجامع الصغير ج 2 ص 679 . [3] فاطمة الزهراء والفاطميون ص 329 . [4] سورة الأحزاب آية 33 . [5] صحيح البخاري ج 1 ص 224 ط مصر بحاشية السندي . [6] علي إمام الأئمة ص 137 ط مصر ، دار مصر للطباعة . [7] أضواء على السنة المحمدية ص 67 الطبعة الثالثة دار المعارف مصر .