الحميم لبكاء الحي عليه ؟ وما الذي اكتسبه وهو في قبره حتى يستحق هذا العذاب الأليم ؟ هذا ظلم ( وما ربك بظلام للعبيد ) [1] تعالى الله عن أن يعذب إنسانا بذنب اكتسبه غيره ، ليس له فيه أمر ولا نهي ، وهو القائل ( ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا ) [2] ولم يقل نذق غيره ، مضافا إلى ما تقدم في ذلك . . . فقد نسبت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قولا يرده العقل والقرآن الكريم معا ، مع روايتك أنت عنه أنه قال : من كذب علي متعمدا . . . فليتبوء بيتا في جهنم . ألم تقرأ قوله تعالى ( إن جهنم كانت مرصادا ، للطاغين مآبا ، لابثين فيها أحقابا . لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ، إلا حميما وغساقا ، جزاء وفاقا ) [3] فبئسما اخترت لنفسك يا أبا بكر . كذبة أخرى منك على الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رواها السيوطي أيضا عنك أنك قلت سمعت رسول الله يقول : ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر [4] . إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يقل ذلك ، كيف يقول وهو يعلم ، بل وعقلاء العالم المؤمنون منهم يعلمون أن خير من طلعت عليه الشمس هم الذين اختارهم الله من خلقه واصطفاهم من بريته ، وعصمهم من الذنوب ، وطهرهم من الرجس وبعثهم إلى خلقه دعاة إلى دينه ، مبشرين ومنذرين ، فكيف يكون عمر خيرا منهم وهو الذي كان يعترض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أعماله وأقواله ، فقد اعترض عليه في صلح الحديبية ، فقال له : ألست نبي الله . . . فلم نعطي الدنية في ديننا ؟ [5] . واعترض على الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في صلاته على عبد الله بن أبي ، قال ابن عمر في حديثه عنه : فقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليصلي عليه فقام عمر فأخذ بثوب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك ربك . . . رواه الشيخان والترمذي [6] .
[1] سورة فصلت آية 46 . [2] سورة الفرقان آية 19 . [3] سورة النبأ آية 21 . [4] تاريخ الخلفاء ص 42 ط بيروت ، التاج الجامع للأصول من أحاديث الرسول ج 3 ص 315 ط بيروت . [5] مجلة الأزهر ج 4 ص 276 عام 1358 نقلا عن البخاري . [6] التاج الجامع للأصول من أحاديث الرسول ج 4 ص 134 ط بيروت .