البخاري ومسلم [1] وقد حاول بعض عقلاء القوم نقد أحاديث سحر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الواردة في البخاري فلاقى من التهديد والوعيد ، وأحكام الزيغ والضلال ما دفع بهم إلى التراجع . وقد قامت جامعة الأزهر بفصل واحد من مدرسيها بسبب خوضه في بعض هذه الأحاديث وإنكاره لها . . ويرفض أهل السنة [2] تحكيم القرآن في الأحاديث كما أشرنا سابقا ، وهم بهذا يبتدعون قاعدة خطيرة تنزل الرواية منزلة القرآن ، إذ يعتمدون الحديث ولو خالف القرآن ما دام صحيحا حسب قواعدهم ، وكأنهم أيضا أنزلوا هذه القواعد منزلة النصوص . ولو كان للعقل دور عندهم لنبذت مثل هذه القواعد والآراء . . من هنا تميز الطرح الشيعي بهذه القاعدة ، قاعدة تحكيم القرآن والعقل واحترامه ومنحه الدور الشرعي الذي أوجبته نصوص القرآن . وسرني تطبيق هذه القاعدة على كتب الحديث وجميع ما ورد من أقوال وروايات عن الرسول ، أو أئمة آل البيت ، أو فقهاء الشيعة [3] .
[1] الرضوي : وإن تضمنت مخالفة كتاب الله تعالى مثل وضع الرب تعالى قدمه في النار بعد أن يقول لها ( هل امتلأت فتقول : هل من مزيد ) مع قوله تعالى ( ليس كمثله شئ ) ومثل نقلها أحاديث تتضمن القدح في أنبياء الله تعالى ورسله . تضمن ذكر البعض منها كتابنا ( ويلكم لا تكذبوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) [2] يريد بهم المنحرفين عن أهل البيت النبوي بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والعادلين عنهم إلى الأغيار ، وقد أطلقوا هذا اللقب عليهم ، وتسموا به كذبا وزورا ، وقد عرفت مما تقدم في حديث تشيع الدكتور التيجاني إن الشيعة هم أهل السنة . [3] روى الشيعة عن نبيهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إذا جائكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فاقبلوه ، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط ( مجمع البيان لعلوم القرآن ) وعن إمامهم الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله عز وجل ، أو من قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإلا فالذي جائكم به أولى به ( الكافي كتاب فضل العلم ) وقال ( عليه السلام ) : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف ( الكافي ) وقال ( عليه السلام ) : إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فذروه ( بحار الأنوار ج 1 ) وعنه ( عليه السلام ) : ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل ( بحار الأنوار ج 1 ) وقال ( عليه السلام ) : من خالف كتاب الله وسنة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقد كفر ( الكافي ) .