تعالى فيه ( إن الدين عند الله الإسلام ) [1] ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) [2] ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) [3] أخذوا في البحث عن مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، لانتماءه إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) فأخذوا في مطالعة كتب أصحاب هذا المذهب الاعتقادية ، ليقفوا عليها من مصادرهم ، ولم يرجعوا إلى كتب خصومهم لبعدهم عن الحق ، وعدم تورعهم من الكذب والافتراء عليهم لتقبيح مذهبهم ، ومن وقف على كتابنا ( كذبوا على الشيعة ) تحقق ذلك [4] . ولما تجلى لهم الحق فيه ولاح ، لحقائق فيه ناصعة ، وأدلة في وجوب اتباعه قاطعة ، وحجج لخصومهم دامغة ، علموا بحق إن أصحابه هم الفرقة الناجية من الفرق الثلاث والسبعين التي أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنجاة واحدة منها ، فاتبعوه ، ودانوا الله به ، ورفضوا ما سواه ، لقوله تعالى ( فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ) [5] . فمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية كما علمت ينتمي أتباعه إلى أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فمنهم يأخذون الأحكام الشرعية ، والمسائل الاعتقادية ، لا من غيرهم ، لأنهم ( عليهم السلام ) أعرف بسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الأجانب والأغيار . و ( أهل البيت أدرى بما في البيت ) وهذا ما لا يختلف فيه اثنان ، وما عداه من المذاهب المستحدثة ينتمي أصحابها إلى الأغيار المنحرفين عن الحق والمناوئين لأهل البيت الأئمة السادة الأطهار ( عليهم السلام ) . والذين رفضوا مذاهبهم السابقة واعتنقوا مذهب الشيعة الإمامية ، منهم من أعلن ذلك ومنهم : من بقي تحت ستار التقية التي أمر الله تعالى بها عند الخوف على
[1] سورة آل عمران آية 19 . [2] سورة آل عمران آية 85 . [3] سورة الأنعام آية 152 . [4] طبع الجزء الأول من هذا الكتاب وقد تضمن الرد على عشرة من الكذابين من رجالات السنة . [5] سورة يونس آية 32 .