هذا الفصل ( شجاعة الإمام ) من أحاديث وأقوال لرجالات مرموقة عند السنة تعرفت على أسماءهم فلا أراك تقيم وزنا لهذا الحديث المفضوح ، وستوافقنا على وضعه وافتراءه على الإمام ( عليه السلام ) ، والذي أوجب علينا القطع بوضعه غير ما عرفت مما تقدم أمور : 1 - نحن لا نرى وجها معقولا لسؤال الإمام من الناس عن أشجع الناس مع علمه أنهم يعلمون أنه ( عليه السلام ) هو ذلك المسؤول عنه ، إنهم يعلمون أنه ( عليه السلام ) هو قالع باب خيبر ، والمتحصن بها ، وقاتل البطل اليهودي مرحب ، ومجدل بطل خيبر عمرو بن عبد ود ، وأضرابهما ممن تعرفت على البعض منهم من شجعان وأبطال ، فلا ريب أنه سيجيبونه : إنك أنت ذاك الرجل ، ولا أعتقد أن ما ذكره واضع الحديث فيه مما يرمز إلى شجاعة أبي بكر قناعة لواحد منهم ، فإن شجاعة الإمام وبطولته ومواقفه المشرفة في الجهاد لا تتزعزع بأمثال هذه الترهة ، ولم يغب عنهم الصوت السماوي المدوي ( لا سيف إلا ذو الفقار . ولا فتى إلا علي ) بعد . 2 - لم تكن لأبي بكر شجاعة تدفعه إلى حمل السيف والوقوف لحراسة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الأعداء ، وهو من عرفت مما تقدم . 3 - لم يكن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جبانا ، فتبلغ به الحال أن يجره هذا ويتلتله ذاك ، كما ذكر واضع الحديث ومختلقه حتى يعجز ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الدفاع عن نفسه وعلي يرى ذلك فيطلب ( عليه السلام ) من الناس من يحرسه من عدوه وهو بطل الإسلام الفذ . 4 - نحن نرفض رفضا باتا طلب الإمام ( عليه السلام ) من المسلمين محافظا للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كيف وهو ( عليه السلام ) أقرب الناس إليه وأشفقهم عليه ، وأرعاهم له ، وأولاهم به . 5 - يستحيل أن يبكي الإمام ( عليه السلام ) على أبي بكر ، وهو يعتقد أنه ظلمه حقه من الخلافة ، واستخف بحرمته من بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولقد قال له وجها لوجه : استبددت علينا