responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 99


أن تكون هذه الآلة من قصب أو حديد أو غير ذلك ، بل ولا أن يكون القلم جسماً أو أن يكون النقش محسوساً أو معقولاً ، ولا كون الألواح التي يكتب عليها من قرطاس أو خشب ، بل مجرّد كونه منقوشاً فيه ، وهذه وحدها حقيقة اللوح وروحه ، فإن كان في الوجود شيء يسطّر بواسطة نفس العلوم في ألواح القلوب ، فأخلق به أن يكون هو القلم ، قال سبحانه : ( الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ( العلق : 4 - 5 ) ، بل هو القلم الحقيقي حيث وجد فيه روح القلم وحقيقته وحدّه من دون أن يكون معه ما هو خارج عنه » [1] .
في ضوء هذه القاعدة قدّمت هذه النظرية فهمها لكثير من الحقائق القرآنية ; كاللّوح والقلم والكتاب والعرش والكرسيّ ، ممّا يفيد أنّ لهذه المفاهيم جميعاً حقائق واقعيّة ومصاديق خارجيّة تتناسب وشأنها ، لكن غاية ما هناك أنّ الإدراك الإنساني لم يألفها ، لألفته بمصاديق عالم المادّة دون ما يقع وراءه . من هنا لا بدّ من الالتفات إلى أنّ لغة بعض الآيات والروايات وإن كانت تتحدّث عن هذه الحقائق بما يشبه المصداق المادّي ، إلاّ أنّ ذلك من باب المثال ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) ( العنكبوت : 43 ) ، باعتبار أنّ الإنسان لا يستطيع أن يستوعب تلك الحقائق إلاّ من خلال هذا السبيل .
على أساس هذا المرتكز المنهجي الذي تبلور فيما سلف ، نحاول الوقوف على بحث « الكتاب المبين » الذي يعدّه القرآن الأصل الذي تنزّل منه هذا القرآن العربي المبين .



[1] تفسير الصافي ، تأليف : أستاذ عصره ووحيد دهره المولى محسن الملقّب بالفيض الكاشاني ، المتوفّى سنة 1091 ه - ، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى : 1979 : ج 1 ص 29 .

99

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست