ولم يقتصر ذلك على الأنبياء فقط ، بل هناك شواهد أخرى من القرآن أثبتت التصرّف في نظام التكوين - بنحو لا تقتضيها السنن الطبيعيّة المادّية - لغير الأنبياء أيضاً ، جنّاً كانوا أم أنساً . 6 - قال تعالى : ( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) ( النمل : 39 ) . 7 - وقال أيضاً : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) ( النمل : 40 ) . 8 - وقال حكايةً عن ذي القرنين : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ) ( الكهف : 83 - 84 ) . وهناك - بالإضافة إلى ما تقدّم - شواهد من الروايات تثبت هذه الحقيقة أيضاً ، منها : ما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام في حديثه مع الجاثليق قال : « إنّ اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى ، مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص » وكذلك « صنع حزقيل النبيّ عليه السلام مثل ما صنع عيسى بن مريم عليه السلام فأحيى خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستّين سنة » [1] . عن حارث بن حبيب قال : أتى رجلٌ عليّاً عليه السلام فقال له : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن ذي القرنين ، فقال له : « سُخّر له السحاب ، وقُرّبت له الأسباب ، وبُسط له النور » [2] .
[1] التوحيد ، للصدوق ، مصدر سابق : ص 410 ، باب ذكر مجلس الرضا : 65 . [2] تفسير العيّاشي ، مصدر سابق : ج 3 ص 112 ، الحديث : 2702 .