responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 492


إلاّ أنّ بطلان هذه الدعوى أصبح من الواضحات كما تقدّم في الأبحاث السابقة ، حيث تبيّن أنّ الاستقلال بعلم الغيب مختصّ بالله تعالى ولا يمكن لأيّ مخلوق مهما بلغت درجته وقربه من الله تعالى ، أن يعلم الغيب مستقلاًّ وبنفسه ، وتبيّن أيضاً أنّ كلّ ما عند الأنبياء والأئمّة من العلوم والمعارف إنّما هو بتعليم وبإذن الله تعالى ، ومن المحال أن يعلموا شيئاً من دون إفاضة منه تعالى .
جاء في التوقيع الصادر من الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف ردّاً على الغلاة جواباً لكتاب كتب إليه على يدي محمّد بن علي بن هلال الكرخي : « يا محمّد بن علي ، تعالى الله عزّ وجلّ عمّا يصفون سبحانه وبحمده ، ليس نحن شركاءه في علمه ولا في قدرته ، بل لا يعلم الغيب غيره ، كما قال في محكم كتابه تبارك وتعالى : ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) ( النمل : 65 ) ، وأنا وجميع آبائي من الأوّلين آدم ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من النبيِّين ، ومن الآخرين محمّد رسول الله وعليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وغيرهم ممّن مضى من الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين إلى مبلغ أيّامي ومنتهى عصري ، عبيد الله عزّ وجلّ .
وأُشهد الله الذي لا إله إلاّ هو وكفى به شهيداً ، ومحمّداً رسوله وملائكته وأنبياءه وأولياءه ، وأُشهدك وأُشهد كلّ من سمع كتابي هذا ، أنّي بريءٌ إلى الله وإلى رسوله ممّن يقول إنّا نعلم الغيب أو نشارك الله في ملكه أو يحلّنا محلاًّ سوى المحلّ الذي نصبه الله لنا وخلقنا له ، أو يتعدّى بنا عمّا قد فسّرته لك وبيّنته في صدر كتابي ، وأُشهدكم أنّ كلّ من نتبرّأ منه فإنّ الله يبرأ منه وملائكته ورسله وأولياؤه .
وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه

492

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست