قال عليه السلام : أخذ الشارب وقصّ الأظافير وما أشبه ذلك . قال قلت له : جعلت فداك فإنّ ذريحاً المحاربي حدّثني عنك ، أنّك قلت : ليقضوا تفثهم : لقاء الإمام . وليوفوا نذورهم : تلك المناسك ؟ قال عليه السلام : صدق ذريح وصدقت ، إنّ للقرآن ظاهراً وباطناً ، ومن يحتمل ما يحتمل ذريح ؟ ! » [1] . ولذا نجد أنّ سفيان بن سعيد الثوري عندما يطلب من الإمام الصادق عليه السلام ويقول : يا بن رسول الله بيِّن لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان ، وعلّمني ممّا علّمك الله ؟ يقول عليه السلام : « يا بن سعيد ، لولا أنّك أهلٌ للجواب ما أجبتك ، فنون مَلَك يؤدّي إلى القلم وهو مَلَك ، والقلم يؤدّي إلى اللّوح وهو مَلَك ، واللّوح يؤدّي إلى إسرافيل ، وإسرافيل يؤدّي إلى ميكائيل ، وميكائيل يؤدّي إلى جبرئيل ، وجبرئيل يؤدّي إلى الأنبياء والرُّسل صلوات الله عليهم . قال : ثمّ قال : قم يا سفيان ، فلا نأمن عليك » [2] . وبهذا يتّضح أنّ أصحاب الأئمّة لم يكونوا على درجة واحدة ، ولذا اختلفت إجابات الأئمّة عليهم السلام في المسألة الواحدة باختلاف درجات ومقامات السائلين .
[1] من لا يحضره الفقيه ، رئيس المحدّثين أبو جعفر الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، المتوفّى : 381 ه - ، دار صعب ، دار التعارف ، بيروت : 1401 ه - ، حقّقه وعلّق عليه سيّدنا الحجّة السيّد حسن الموسوي الخرسان : باب قضاء التفث : 196 ، الحديث : 1437 ، ج 2 ص 290 . [2] البرهان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 8 ص 84 .