ثانياً : إنّها بيّنت أنّ هذه المعارف لا يحتملها إلاّ المؤمن الممتحن لا مطلق المؤمن ، لذا قالت : « وعرض على المؤمنين فلم يقرّ به إلاّ الممتحنون » وسيأتي لاحقاً خصائص المؤمن الذي امتحن الله قلبه للإيمان . ثالثاً : إنّها جعلت المؤمن الذي يحتمل هذه المعارف في عَرْض النبيّ المرسل والملك المقرّب ، ومن الواضح أنّه لا يمكن أن يكون المراد به مطلق المؤمن الموالي لأهل البيت عليهم السلام . خصائص المعارف في القسم الثاني لكي نقف على خصائص المعارف والحقائق التي ذكرت في القسم الثاني ، لا بدّ من التوفّر على الأوصاف التي ذكرت في هذه النصوص لها : صعب مستصعب : هذان الوصفان يشتركان في الأصل اللغوي ، والمراد بالصعب لغةً : « نقيض الذلول ، يقال : صعُب الشيء - بضمّ الثاني - صعوباً : صار صعباً شاقّاً » [1] . والمراد بهما هنا ما ورد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : « أمّا الصعب : فهو الذي لم يركب بعد ، وأمّا المستصعب : فهو الذي يهرب منه إذا رئي » [2] ، وهذا كناية عن صعوبة فهم وإدراك وقبول بعض معارفهم ومقاماتهم عليهم السلام . خش مخشوش : من الأوصاف الأخرى التي ذكرت لهذه المعارف أيضاً قولهم : « خش مخشوش » . قال المجلسي : « الخشاش بالكسر ، ما يدخل في عظم أنف البعير من خشب ، فالبعير الذي فعل به ذلك مخشوش . وهذا
[1] مجمع البحرين : ج 2 ص 100 مادّة « صعب » . [2] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : ج 2 ص 194 ، الحديث : 39 .