نعلم » [1] . عن عمّار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن الإمام يعلم الغيب ؟ فقال : « لا ، ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك » [2] . فإنّ هذه النصوص ليست بصدد نفي العلم بالغيب عنهم عليهم السلام ، وإنّما هي في مقام بيان أنّهم لا يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام . لذا قال الشعراني : « إنّ المراد من نفي علم الغيب عن الأئمّة والأنبياء ، هو نفي العلم ذاتاً بغير تعليم من الله تعالى ، ومن أثبت فمراده علمهم بالتعليم والإلهام ، وهذا ثابت لجميع أفراد الإنسان ، ويختلف بحسب اختلاف النفوس كمالاً ونقصاً ، وقلّةً وكثرة ، ووضوحاً وإبهاماً ، وإجمالاً وتفصيلاً ، وتصريحاً وتمثيلاً ، ويقظةً ونوماً وغير ذلك . والأئمّة والأنبياء عليهم السلام كانوا يعلمون ما يعلمون بتعليم الله تعالى وإلهامه » [3] . وأوضح المازندراني القبض والبسط في هذه النصوص بقوله : « فبسطهم عبارة عن حصول الصور الكائنة عند نفوسهم القادسة بالفعل ، فهم يعلمونها ، وقبضهم عبارة عن عدم حصولها لهم بالفعل وإن كانت في الخزانة بحيث يحصل لهم لمجرّد توجّه النفس ، وهم يسمّون هذه الحالة عدم العلم ، ويؤيّده ما ورد في النصوص الدالّة على أنّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم » [4] .
[1] الأصول من الكافي : ج 1 ص 256 ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، الحديث : 1 . [2] المصدر السابق : ج 1 ص 257 ، الحديث : 4 . [3] شرح أصول الكافي ، المازندراني ، مصدر سابق : ج 6 ص 27 ، تعليقة الشعراني رقم : 1 . [4] المصدر السابق : ج 6 ص 28 .