وقال ابن منظور الأفريقي : « وأوّل الكلام وتأوّله : دبّره وقدّره ، وأوّله وتأوّله : فسّره . وقوله عزّ وجلّ : ( ولما يأتهم تأويله ) أي لم يكن معهم علم تأويله . وقيل : معناه لم يأتهم ما يؤول إليه أمرهم في التكذيب به من العقوبة ، ودليل هذا قوله تعالى : ( وكذلك كذب الذين من قبلهم فأنظر كيف كان عاقبة الظالمين » [1] . وقال الراغب الأصفهاني : « التأويل من الأوْل أي الرجوع إلى الأصل ، ومنه للموضع الذي يُرجع إليه ، وذلك هو ردّ الشيء إلى الغاية المرادة منه علماً كان أو فعلاً » [2] . والمتحصّل من هذه الأقوال أنّ المعنى اللغوي للتأويل هو الرجوع أي ما يرجع إليه الشيء . معنى التأويل في النصّ القرآني استعمل القرآن هذه المفردة في موارد متعدّدة ، يمكن تصنيفها على النحو التالي : الصنف الأوّل : الآيات التي تحدّثت عن وجود التأويل للقول ، منها : قوله تعالى : * ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) * ( آل عمران : 7 ) . وقوله تعالى : لقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ
[1] لسان العرب ، مصدر سابق : ج 1 ص 264 . [2] المفردات في غريب القرآن ، مصدر سابق : مادّة « أول » ، ص 31 .