ما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن زيد بن أرقم قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم : إنّي لكم فَرْطٌ ، وإنّكم واردون عليَّ الحوض ، عرضه ما بين صنعاء إلى بُصرى ، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين . فقام رجل فقال : يا رسول الله وما الثقلان ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم : الأكبر كتاب الله ، سببٌ طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم فتمسّكوا به ، لن تزالوا ولا تضلّوا ، والأصغر عترتي . وإنّهم لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، وسألت لهما ذاك ربّي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهما فإنّهما أعلم منكم » [1] . عرضت هذه النصوص وعشرات غيرها عدّة نقاط : الأولى : عدم الافتراق بين القرآن والعترة ، وهذا مشترك بين جميع الصياغات . الثانية : من الألفاظ التي تضمّنتها أغلب النصوص ، وصف الكتاب أو الكتاب والعترة معاً ، بأنّهما حبل أو سبب أحد طرفيه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، أو حبل الله الممدود . الثالثة : إنّ التمسّك بهما يُنجي الإنسان من الضلالة والهلاك . الرابعة : أحدهما أعظم من الآخر ، فالكتاب هو الأكبر والعترة هي الأصغر . وما يهمّنا في المقام هو الوقوف عند النقطة الأولى ، وهو عدم الافتراق بين القرآن والعترة ، حيث سنحاول من خلالها معرفة مقدار علم الإمام .
[1] المعجم الكبير ، الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، حقّقه وأخرج أحاديثه أحمدي عبد المجيد السلفي ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1984 ه - 1404 م : ج 3 ص 66 ، الحديث رقم : 2681 .