الكبير منّا الصغير إلى أن تقوم الساعة » [1] . ما رواه الصدوق في الخصال عن أبي أسامة عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « قال لي أبي ألا أخبرك بخمسة لم يطلع الله عليها أحداً من خلقه ؟ قلت : بلى ، قال : : ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) . » [2] . وعن عليٍّ عليه السلام لمّا أخبر بأخبار الترك ، قال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! فضحك عليه السلام ، وقال للرجل وكان كلبيّاً : « يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب ، وإنّما هو تعلّم من ذي علم . وإنّما علم الغيب علم الساعة ، وما عدّده الله سبحانه بقوله : : ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ) . الآية ، فيعلمُ الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أُنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخيّ أو بخيل ، وشقيّ أو سعيد ، ومن يكون في النار حطباً ، أو في الجنان للنبيّين مرافقاً . فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحدٌ إلاّ الله ، وما سوى ذلك فعلمٌ علّمه الله نبيّه فعلّمنيه ، ودعا لي بأن يَعيه صدري ، وتضطمّ عليه جوانحي » [3] .
[1] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 1 ص 232 ، باب في الأئمّة أنّه صار إليهم جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء ، الحديث : 440 . [2] الخصال ، للشيخ الصدوق ، باب الخمسة ، خمسة لم يطلع الله عليها أحداً من خلقه ، الحديث : 49 ، ج 1 ص 290 . [3] نهج البلاغة ، مصدر سابق : ص 186 ، الخطبة : 128 ، فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة .