يبدو بِدواً وبَدواً وبداءً : ظهر . هذا ما ذكره ابن فارس [1] والأزهري [2] والجوهري [3] وغيرهم . ومن المعاجم الحديثة جاء في المعجم الوسيط : « بدا بدواً وبداءً : ظهر ، وبدا له في الأمر كذا : جدّ له فيه رأي . البداء : ظهور الرأي بعد أن لم يكن ، وأيضاً استصواب شيء عُلم بعد أن لم يعلم ، وكذلك بدا لي في هذا الأمر بداءً : أي ظهر لي فيه رأيٌ آخر » [4] . وبهذا يتّضح أنّ المعنى اللغوي يعني : الظهور المسبوق بالخفاء أو العلم بعد أن لم يُعلم ، أي العلم الذي يسبقه جهل ؛ قال الطباطبائي : « البداء من الأوصاف التي ربما تتّصف بها أفعالنا الاختياريّة من حيث صدورها عنّا بالعلم والاختيار ، فإنّا لا نريد شيئاً من أفعالنا الاختياريّة إلاّ بمصلحة داعية إلى ذلك تعلّق بها علمنا ، وربما تعلّق العلم بمصلحة فقَصَدنا الفعل ، ثمّ تعلّق العلم بمصلحة أخرى توجب خلاف المصلحة الأولى ، فحينئذ نريد خلاف ما كنّا نريده قبل ، وهو الذي نقول بدا لنا أن نفعل كذا ، أي ظهر لنا بعدما كان خفيّاً عنّا كذا .
[1] معجم مقاييس اللغة ، لأبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريّا ، المتوفّى 395 ه - ، تحقيق وضبط : عبد السلام محمّد هارون ، تاريخ النشر : 1404 ه : ج 1 ص 212 . [2] تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمّد بن أحمد الأزهري ( 282 - 370 ه - ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى 1421 ه - ، إشراف : محمّد عوض مرعب : ج 14 ص 142 . [3] الصحاح ، تاج اللغة وصحاح العربيّة ، تأليف : إسماعيل بن حمّاد الجوهري ، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطار ، دار العلم للملايين ، الطبعة الثانية ، القاهرة ، 1399 ه : ج 6 ص 2278 . [4] المعجم الوسيط ، مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة ، الطبعة الخامسة ، طهران 1416 ه : ص 44 .