وقوله لمّا سمع صياح الأوز في الدار ( صوائح تتبعها نوائح ) وقول أُمّ كلثوم : ( لو صلّيت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلّي بالناس ) فأبى عليها ، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح ، وقد عرف عليه السلام أنّ ابن ملجم - لعنه الله - قاتله بالسيف ، كان هذا مما لم يجز تعرّضه . فقال عليه السلام : كان ولكنّه خيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عزّ وجلّ » [1] . عن ضريس الكناسي قال : « سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول - وعنده أُناس من أصحابه - : عجبت من قوم يتولّونا ويجعلونا أئمّة ويصفون أنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ثمّ يكسرون حجّتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقّنا ويعيبون ذلك على من أعطاه برهان حقّ معرفتنا والتسليم لأمرنا . أترون أنّ الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثمّ يُخفي عنهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم ؟ فقال له حمران : جعلت فداك - أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عزّ ذكره ، وما أصيبوا من قتل الطواغيت إيّاهم والظفر بهم حتّى قتلوا وغلبوا ؟ » [2] .
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق ، كتاب الحجّة : ج 1 ص 259 ، باب أنّ الأئمّة يعلمون متى يموتون ، وأنّهم لا يموتون إلاّ باختيار منهم ، الحديث : 4 . [2] المصدر السابق ، كتاب الحجّة : ج 1 ص 261 ، باب أنّ الأئمّة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنّه لا يخفى عليهم شيء ، الحديث : 4 .