وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام : « إنّ الله أطلعني على ما شاء من غيبه وحياً وتنزيلاً ، وأطلعك عليه إلهاماً » [1] . وقال الإمام الصادق عليه السلام : « والله لقد أُعطينا علم الأوّلين والآخرين » . فقال له رجل من أصحابه : جعلت فداك أعندكم علم الغيب ؟ فقال له عليه السلام : « ويحك إنّي أعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء . ويحكم وسّعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتع قلوبكم . فنحن حجّة الله تعالى في خلقه ولن يَسَع ذلك إلاّ صدر كلّ مؤمن قويّ ، قوّته كقوّة جبل تهامة إلاّ بإذن الله ، والله لو أردت أن أحصي لكم كلّ حصاة لأخبرتكم » [2] . عن حريز عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : « سُئل عليّ عليه السلام عن علم النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال : علم النبيّ علم جميع النبيّين ، وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة . ثمّ قال : والذي نفسي بيده إنّي لأعلم علم النبيّ صلّى الله عليه وآله وعلم ما كان وعلم ما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة » [3] . هذا غيضٌ من فيض من الروايات التي تحدّثت عن علم أئمّة أهل البيت بالأمور الغيبيّة ، وهي كثيرة جدّاً لا يمكن إحصاؤها في هذه الدراسة ، لكن نحاول الإشارة إلى بعض عناوينها العامّة بنحو الإجمال ، على
[1] المصدر السابق : ص 34 . [2] مناقب آل أبي طالب ، لمؤلّفه أبي جعفر رشيد الدِّين محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني ، المتوفّى سنة 588 ه - ، تحقيق : لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، سنة 1376 ه - ، مطبعة الحيدريّة ، النجف الأشرف : ج 3 ص 374 . [3] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 1 ص 262 ، باب في علم الأئمّة بما في السماوات والأرض والجنّة والنار ، الحديث : 493 .