عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضلّ مائة وتهدي مائة إلاّ أنا أعلمها ، وقد علّمتها أهل بيتي ، يعلِّم كبيرهم صغيرهم إلى أن تقوم الساعة » [1] . وقال علي أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له : « والله لو شئت أن أخبر كلّ رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ، ولكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول الله صلّى الله عليه وآله ، ألا وأنّي مفضيه إلى الخاصّة ممّن يؤمَن ذلك منه . والذي بعثه بالحقّ ، واصطفاه على الخلق ، ما أنطق إلاّ صادقاً ، وقد عهد إليَّ بذلك كلّه ، وبمَهلك من يهلك ومنجى من ينجو ، ومآل هذا الأمر . وما أبقى شيئاً يمرّ على رأسي إلاّ أفرغه في أذني وأفضى به إليَّ » [2] . وقال في خطبة أخرى : « أمّا بعد حمد الله والثناء عليه ، أيّها الناس : فإنّي فقأت عين الفتنة ، ولم يكن ليجترئ عليها أحدٌ غيري بعد أن ماج غيهبها واشتدّ كلَبُها . فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ، ولا عن فئة تهدي مئة وتضلّ مئة إلاّ أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومُناخ ركابها ومحطّ رحالها ، ومن يُقتل من أهلها قتلاً ومن
[1] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 2 ص 65 ، باب في الأئمّة أنّهم يعلمون كلّ أرض مخصبة وكلّ أرض مجدبة ، وكلّ فئة تهدي وتضلّ إلى يوم القيامة ، الحديث : 1055 . [2] نهج البلاغة ، الإمام علي عليه السلام ، ضبط نصّه وابتكر فهارسه العلميّة : الدكتور صبحي الصالح ، منشورات دار الهجرة ، إيران - قم ، الخطبة : 175 في الموعظة وبيان قرباه من رسول الله : ص 250 .