الولاية ، فمع أنّ الولاية هي حصراً لله تعالى : ( فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ ) ( الشورى : 9 ) ، إلاّ أنّه مع ذلك أثبت الولاية لرسوله صلّى الله عليه وآله وأوصيائه : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ( المائدة : 55 ) .العزّة والقوّة ، فبعد أن نصّ القرآن في العزّة بقوله : ( فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) ( النساء : 139 ) عاد ليقول ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) ( المنافقون : 8 ) .وهكذا في القوّة حيث قال : ( أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) ( البقرة : 165 ) ، عاد ليسجّل : ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) ( مريم : 12 ) ( خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ) ( البقرة : 63 ) ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) ( الأنفال : 60 ) .التدبير ، ولعلّه يعدّ من أوضح الأمثلة في هذا المجال ، حيث نجد أنّ القرآن الكريم من جهة يثبت التدبير لله حصراً لقوله عزّ وجلّ : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ) ( يونس : 31 ) ، وقوله : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ) ( يونس : 3 ) ، وقوله : ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) ( السجدة : 5 ) ، لكن من جهة أخرى ينسب التدبير إلى الملائكة أيضاً فيقول : ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) ( النازعات : 5 ) ، حيث أثبت لهم التدبير مطلقاً في هذا العالم .فإنّه في جميع هذه الموارد ونظائرها ، نجد أنّ القرآن ينفي كلّ كمال عن غيره تعالى ويحصره به سبحانه ، ثمّ يثبته لغيره بإذنه ومشيّته ، ولازم ذلك أنّ جميع الموجودات الإمكانيّة لا تملك ما تملك من هذه الكمالات بنفسها