responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 254


وبنفس هذا المعنى جاء في النصّ القرآني كقوله تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) ( الرعد : 9 ) .
قال الآلوسي : « عالم الغيب أي الغائب عن الحسّ ، والشهادة : أي الحاضر له » [1] . وقال الطباطبائي : « الغيب خلاف الشهادة ، وينطبق على ما لا يقع عليه الحسّ » [2] .
فما قيل من اختصاص الغيب بما لم يكن وسيكون ضعيف ، والاستدلال عليه بما ورد « عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) الغيب ما لم يكن ، والشهادة ما قد كان » [3] لا يدلّ على الاختصاص بل على الاستعمال .
الغيب والشهادة أمران إضافيّان إنّ الغيب والشهادة من المعاني الإضافيّة ، فإنّ الشيء الواحد قد يكون غيباً بالنسبة إلى شيء لأنّه خارج عن دائرة رؤيته ومعرفته ، ويكون نفس ذلك الشيء شهادة لآخر لأنّه مشهودٌ له . ومردّ ذلك إلى كون الأشياء لها حدود لا تنفكّ عنها ، فما كان خارجاً عن حدّ الشيء لا يكون مشهوداً له فيكون غيباً بالنسبة إليه ، وما كان داخلاً في حدّ الشيء فهو شهادة بالنسبة إليه ومشهودٌ له .
من قبيل ما يجري في فكر الإنسان فهو شهادة بالنسبة لذلك الإنسان وغيب لآخر ، ومن قبيل عالم البرزخ فهو غيب بالنسبة للإنسان الذي يعيش



[1] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني : ج 3 ص 110 .
[2] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 1 ص 45 .
[3] البرهان في تفسير القرآن : ج 4 ص 254 .

254

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست