وهي ضعيفة بكثير بن عبد الله . قال أبو طالب : سألت أحمد بن حنبل عنه فقال : « منكر الحديث ، ليس بشيء » . وعن محمّد بن الوزير المصري قال : سمعت الشافعي ، وذكر كثير بن عبد بن عمرو بن عوف فقال : ذاك أحد الكذّابين أو أحد أركان الكذب » . وقال النسائي والدارقطني : « متروك الحديث » . وقال أبو حاتم بن حبان : روى عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة لا يحلّ ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلاّ على وجه التعجّب » [1] . ممّا تقدّم يتّضح أنّ النصوص الواردة بلفظ « سنّتي » ضعيفة أو مرسلة . وعلى هذا فلا تكون رواية « وسنّتي » حجّة ، لا سيما في المسائل العقائديّة التي لا يكفي فيها الخبر الصحيح فضلاً عن الضعيف . ثانياً : لو سلّمنا صحّة الرواية ، إلاّ أنّها لا تتخطّى كونها أخبار آحاد ، ومن الواضح أنّ الخبر الواحد - ولو كان صحيحاً - يسقط عن الاعتبار فيما لو عارضه خبر قطعيّ ، وقد تقدّم أنّ حديث التمسّك بالثقلين متواتر في جميع طبقاته ، والكتب التي حفلت بالنصّ الذي ورد فيه « وعترتي » أكثر من أن تُحصى ، وطرقه إلى الصحابة كثيرة ، ورواته منهم كثيرون جدّاً ، وفي رواياته عدّة روايات هي في أعلى درجات الصحّة كما شهد بذلك جمع من أعلام المدرستين . ثالثاً : إنّ رواية « وسنّتي » لو صحّت لا تعارض رواية « وعترتي » وذلك لإمكان الجمع بينهما ، لأنّ من سنّته صلّى الله عليه وآله التمسّك بالعترة الذي
[1] راجع هذه الكلمات في تهذيب الكمال في أسماء الرجال : ج 24 ص 138 - 139 .