يقولون . فقال لي : بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ، حتّى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب ، فلمّا أوحاها إليه علم بها العلم والفهم ، وهي الروح التي يعطيها الله تعالى من شاء ، فإذا أعطاها عبداً علّمه الفهم » [1] . عن إبراهيم بن عمر قال : « قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : أخبرني عن العلم الذي تعلمونه ، أهو شيءٌ تعلمونه من أفواه الرجال بعضكم من بعض ، أو شيء مكتوب عندكم من رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال : فقال : الأمر أعظم من ذلك ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ في كتابه : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ) ؟ قال : قلت : بلى . قال : فلمّا أعطاه الله تلك الروح علم بها ، وكذلك هي إذا انتهت إلى عبد علم بها العلم والفهم . يعرّض بنفسه عليه السلام » [2] . عن عبد الله بن طلحة قال : « قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : أخبرني يا بن رسول الله عن العلم الذي تحدّثونا به ، أمن صحف عندكم أو من رواية يرويها بعضكم عن بعض أو كيف حال العلم عندكم ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام : الأمر أعظم من ذلك وأجلّ ، أما تقرأ كتاب الله ؟ قال : قلت : بلى . قال : أما تقرأ : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ) أفترون أنّه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 273 ، كتاب الحجّة ، باب الروح التي يسدّد الله بها الأئمّة ، الحديث : 5 . [2] بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمّد ، مصدر سابق ، باب ما يُسأل العالم عن العلم الذي يحدّث به ، الحديث : 1623 : ج 2 ص 370 .