ويكفي في ضعف هذه الرواية أنّها مرفوعة ، ولم يذكر الكتاب رواتها ، ممّا يدلّ على عدم اطمئنان صاحبها إليها ولسانها « عن مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله . . . » لعلّ الموطأ هو أقدم مصادرها في كتب الحديث ، كما أنّ ابن هشام هو أقدم رواتها في كتب السِّير فيما يبدو . وما عدا هذين الكتابين ، فقد ذكرها ابن حجر في صواعقه مرسلة ، وذكرها الطبراني فيما حكي عنه [1] . الرواية الثانية : رواية أنس بن مالك الثانية ، عن أحمد بن سعيد ، قال حدّثنا عبد الواحد ، قال حدّثنا هشام عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم : « لقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا ، كتاب الله وسنّة نبيّه » [2] . ومن الواضح أنّها ضعيفة بيزيد الرقاشي . قال أبو طالب : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لا يكتب حديث يزيد الرقاشي . قلت له : فلِمَ تُرك حديثه ؟ لهوى كان فيه ؟ قال : لا ، ولكن كان منكر الحديث [3] .
[1] رسالة في حديث الثقلين : ص 18 ، دار التقريب ، نقلاً عن الأصول العامّة للفقه المقارن ، مصدر سابق : ص 172 . [2] طبقات المحدّثين بأصبهان والواردين عليها ، ابن حيّان الأنصاري ، تحقيق : عبد الغفور عبد الحقّ حسين البلوشي ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1412 ه : ج 4 ص 67 . [3] تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، للحافظ المتقن جمال الدِّين أبي الحجّاج يوسف المزي ( 654 - 742 ه - ) ، حقّقه وضبط نصّه وعلّق عليه : الدكتور بشّار عوّاد معروف ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الأولى : 1992 : ج 32 ص 67 .