( الصافات : 83 - 84 ) . عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ( الشعراء : 89 ) قال : « القلب السليم الذي يلقى ربّه وليس فيه أحدٌ سواه » [1] . وكذلك ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام في ذيل قوله تعالى : ( وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ) ( الإنسان : 21 ) ، حيث قال : « يطهّرهم عن كلّ شيء سوى الله » [2] . وهذه المرتبة من الطهارة لا تنطبق إلاّ على الصنف الثالث من العباد الذين يعبدون الله تعالى لا خوفاً ولا طمعاً ، وإنّما لأنّه أهلٌ للعبادة ، كما في الحديث المشهور : « إنّ الناس يعبدون الله عزّ وجلّ على ثلاثة أوجه : فطبقة يعبدونه رغبةً في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء ، وهو الطمع ، وآخرون يعبدونه فَرَقاً من النار فتلك عبادة العبيد ، وهي رهبة ، ولكنّي أعبده حبّاً له عزّ وجلّ ، فتلك عبادة الكرام وهو الأمن ؛ لقوله عزّ وجلّ : ( وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ ) ( النمل : 89 ) ، ولقوله عزّ وجلّ : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) ( آل عمران : 31 ) ; فمن أحبّ الله عزّ وجلّ أحبّه الله ، ومن أحبّه الله كان من الآمنين » [3] . بعد أن اتّضح معنى الطهارة وأنّها ممتدّة لتشمل ضروب الطهارة المادّية
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 16 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الإخلاص ، الحديث : 5 . [2] تفسير الصافي ، الفيض الكاشاني ، الطبعة الثانية ، 1416 ه - ، مؤسسة الهادي ، قم المقدسة : ج 5 ص 265 . [3] تسنيم : تفسير القرآن الكريم ، المفسّر الحكيم آية الله جوادي آملي ( بالفارسيّة ) : ج 1 ص 45 .