وقال الحكيم : « وهذا الحديث يكاد يكون متواتراً ، بل هو متواتر فعلاً ، إذا لوحظ مجموع رواته من الشيعة والسنّة في مختلف الطبقات . وحسب الحديث لِأن يكون موضع اعتماد الباحثين أن يكون من رواته كلّ من صحيح مسلم ، وسنن الدارمي ، وخصائص النسائي ، وسنن أبي داود ، وابن ماجة ، ومسند أحمد ، ومستدرك الحاكم ، وذخائر الطبري ، وحلية الأولياء ، وكنز العمّال وغيرهم ، وأن تعنى بروايته كتب المفسّرين أمثال الرازي ، والثعلبي ، والنيسابوري ، والخازن ، وابن كثير وغيرهم ، بالإضافة إلى الكثير من كتب التاريخ واللغة والسِّير والتراجم » [1] . وفي « غاية المرام » للبحراني ، وصلت أحاديثه من طرق السنّة إلى « 39 » حديثاً ، ومن طرق الشيعة إلى « 82 » حديثاً [2] . وقال ابن حجر في « الصواعق » : « ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيّاً ، ومرّ له طرق مبسوطة ، وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنّه قال بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنّه قال ذلك بغدير خمّ ، وفي أخرى أنّه قال ذلك لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف » ، ثمّ قال : « ولا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة » [3] .
[1] الأصول العامّة للفقه المقارن ، مدخل إلى دراسة الفقه المقارن ، العلاّمة محمّد تقي الحكيم ، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 1979 : ص 164 . [2] انظر غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاصّ والعامّ ، السيّد هاشم البحراني الموسوي ، تحقيق : السيّد علي عاشور : ج 2 ص 304 وص 321 . [3] الصواعق المحرقة في الردّ على أهل الرفض والضلالة والزندقة ، تأليف أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن حجر الهيثمي ، تحقيق : عبد الرحمن بن عبد الله التركي ، وكامل محمّد الخرّاط ، الطبعة الأولى ، 1997 ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ، سنة 1420 ه : ج 2 ص 440 .