وبهذا يتبيّن واحد من أهمّ أسباب تفاضل الأنبياء والمرسلين ، كما في قوله تعالى ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ ) ( الأسراء : 55 ) ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) ( البقرة : 253 ) ، فجميع الأنبياء وإن وصلوا إلى مقام اليقين القرآني إلاّ أنّهم يتفاوتون في درجات ومراتب هذا اليقين . < فهرس الموضوعات > طريق الوصول إلى اليقين القرآني < / فهرس الموضوعات > طريق الوصول إلى اليقين القرآني هنالك عدد من النصوص القرآنية تلتقي في تأكيد أنّ الطريق والسبيل الوحيد لتحقّق اليقين القرآني هو المشاهد القلبيّة لملكوت الأشياء ، ومن أهمّ هذه النصوص قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) ( الأنعام : 75 ) ، حيث ربطت حصول اليقين برؤية الملكوت ; لأنّ ملكوت كلّ شيء إنّما هو وجوده من جهة انتسابه إلى الله سبحانه وقيامه به ، وهذا أمرٌ لا يقبل الشركة ويختصّ به سبحانه وحده . من هنا كان مشاهدة الملكوت يهدي الإنسان إلى التوحيد هداية قطعيّة . والحاصل : أنّ هناك تلازماً بين رؤية الملكوت وحصول اليقين القرآني ، فمن لامسَ وشاهد ملكوت الأشياء فقد وصل إلى مقام اليقين . < فهرس الموضوعات > أدوات رؤية الملكوت < / فهرس الموضوعات > أدوات رؤية الملكوت من المعلوم أنّ الله تعالى زوّد الإنسان بأدوات وحواسّ يمكنه من خلالها رؤية الأشياء الظاهرة ، فبالعين والأذن والسمع والشمّ واللمس يمكن له التمييز بين ظاهر الأمور المادّية . أمّا باطن وملكوت الأشياء فهي خارجة عن دائرة وقدرة الأدوات والحواسّ الظاهرة ، إذ لا يمكن بهذه