مهمّة لليقين الذي حظي به إبراهيم الخليل عليه السلام وهي أنّه يقين حصل عن طريق المشاهدة القلبيّة لحقائق ملكوت السماوات والأرض ، وليس من طريق العلم الحصولي وحضور صورة المعلوم لدى الذهن . أمّا ما هو الملكوت ، فهذا ما سيأتي الحديث عنه لاحقاً . عن الوشاء عن أبي الحسن عليه السلام قال : سمعته يقول : « الإيمان فوق الإسلام بدرجة ، والتقوى فوق الإيمان بدرجة ، واليقين فوق التقوى بدرجة ، وما قسّم في الناس شيءٌ أقلّ من اليقين » [1] . عن أبي بصير قال : « قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام : يا أبا محمّد الإسلام درجة ، قال قلت : نعم ، قال : والإيمان على الإسلام درجة ، قال قلت : نعم . قال : والتقوى على الإيمان درجة ، قال قلت : نعم . قال : واليقين على التقوى درجة . قال قلت : نعم . قال : فما أُوتي الناس أقلّ من اليقين ، وإنّما تمسّكتم بأدنى الإسلام ، فإيّاكم أن ينفلت من أيديكم » [2] . عن إسحاق بن عمّار قال : « سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله صلّى بالناس الصبح ، فنظر إلى شابّ في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه ، مصفرّاً لونه ، قد نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه . فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله : كيف أصبحت يا فلان ؟ قال : أصبحت يا رسول الله موقناً . فعجب رسول الله صلّى الله عليه وآله من قوله ، وقال : إنّ لكلّ يقين
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 51 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب فضل الإيمان على الإسلام ، الحديث : 2 . [2] المصدر السابق .