< فهرس الموضوعات > مراتب العلم في القرآن < / فهرس الموضوعات > مراتب العلم في القرآن تؤكّد النصوص القرآنيّة على أنّ العلم ذو مراتب : < فهرس الموضوعات > المرتبة الأولى : العلم الحاصل من التقوى < / فهرس الموضوعات > المرتبة الأولى : العلم الحاصل من التقوى دلّت على ذلك عدّة من الآيات القرآنيّة ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ) ( الأنفال : 29 ) ، حيث أناطت التمييز بين الحقّ والباطل بالتقوى . قال الطباطبائي : « الفرقان ما يفرق به بين الشيء والشيء ، وهو في الآية - بقرينة السياق وتفريعه على التقوى - الفرقان بين الحقّ والباطل ، سواء كان ذلك في الاعتقاد بالتفرقة بين الإيمان والكفر وكلّ هدى وضلال ، أو في العمل بالتمييز بين الطاعة والمعصية وكلّ ما يرضي الله أو يسخطه ، أو في الرأي والنظر بالفصل بين الصواب والخطأ ، فإنّ ذلك كلّه ممّا تثمره شجرة التقوى » [1] . فإن قلت : الاستدلال بالطرق المنطقيّة للتمييز بين الحقّ والباطل ممّا يقوى عليه الكافر والمؤمن ويتأتّى من الفاسق والمتّقي ، فما معنى نفيه تعالى العلم الحقّ والمرضيّ عن غير أهل التقوى ، وجعله التذكّر والوصول إلى الحقّ خاصّاً بالمتّقين ، كما في قوله تعالى : ( وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ) ( غافر : 13 ) ، وقوله : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) ( الطلاق : 2 ) . قلت : اعتبار الكتاب التقوى في جانب العلم ممّا لا ريب فيه ، غير أنّ ذلك ليس لجعل التقوى أو التقوى الذي معه التذكّر طريقاً مستقلاًّ لنيل الحقائق وراء الطريق الفكري النظري الذي يتعاطاه الإنسان تعاطياً لا مخلص له منه ، إذ لو كان الأمر كذلك لغت جميع الاحتجاجات الواردة في
[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 9 ص 56 .